تمثل الأسرة اللبنة الأساسية في حياة الفرد منذ ميلاده وعلى مدار نشأته و تطوره عام بعد عام فالأسرة هي المحدد الأساسي لاتجاهات الفرد ومعتقداته وطريقة تصرفه وتفكيره و هى العامل الرئيسي في توجيه سلوكياته ومعتقداته كذلك.
و يعد كون الفرد أب أو أم تحدي في حد ذاته ، تحدي لقدراته الشخصية على تحمل مسؤولية تنشئة أفراد آخرون سواء مسئولية مادية أو اجتماعية أو أخلاقية ويمكن لهذه المسئولية أن تفوق قدرة الأفراد في بعض الأحيان بسبب وجود العديد من المعوقات والتي ترتبط بمتغيرات مختلفة مثل:
1- الظروف الاجتماعية.
2- الظروف المادية.
3- الدولة.
4- الظروف الصحية.
5- مدى التطور التكنولوجي.
6- البيئة.
تحديات تربية الأطفال في دول الخليج العربي
أولا تحديات تربية الأطفال في السعودية:
من أهم التحديات التي تواجه الآباء والأمهات عند تربية أبنائهم في السعودية هي اختلاف المستويات المادية بين الآسر وكذلك المناخ الحار أغلب أوقات العام، وارتفاع نسب الطلاق.
ثانيا تحديات تربية الأطفال في الإمارات:
قد لا يبدو معقولا أن ارتفاع المستوى المادي يسبب مشكلة أو تحدي تربوي ولكنه كذلك بالفعل نظرا ن ارتفاع المستوى المادي ومستوى الدخل للأفراد يسبب اعتماد الأسر على العمالة الخارجية في أمور المنزل وتربية الأبناء وغيرها من الأمور كما أنه يزيد من مستوى الخطر المحيط بسلوكيات الأطفال حيث تتوفر الرفاهيات والمغريات بكثرة.
ثالثا تحديات تربية الأطفال في الكويت:
يمثل مناخ الكويت الحار عائقا تربويا وتحديا لمعظم الآباء حيث يصعُب على أبنائهم الذهاب لمدارس في ظل هذا الطقس الحار كما أنهم لا يمكنهم الاستمتاع بالخروج في الطبيعة والذهاب للحدائق والعيش بدون أجهزة التكييف ولذلك تقتصر معظم أنشطة الأسرة على الذهاب للأسواق التجارية المغلقة.
رابعا تحديات تربية الأطفال في قطر:
يواجه المجتمع القطري تحدي تربوي مختلف يتمثل في زيادة نسب النمو السكاني بشكل كبير يتخطى نسب الزيادة الطبيعية المتوقعة و يؤثر ذلك على مختلف الأصعدة ومن أهمها الصعيد الاجتماعي حيث ترتفع نسب الطلاق والقضايا في محاكم الأسرة مما يؤثر سلبا على تربية الأبناء ويُصعب مهمة تنشئة جيل سوي قادر على مواجهة المجتمع فيما بعد.
خامسا تحديات تربية الأطفال في البحرين:
تمثل مشكلة تعدد الزوجات في البحرين مشكلة كبيرة تؤثر على الأسرة اجتماعيا ومعنويا وماديا أيضا فيرتفع مستوى الطلاق و لا يحصل الأبناء على المستوى التعليمي أو التربوي أو التنشئة النفسية السوية التي يحتاجون إليها و لا يجدونها في منازلهم.
سادسا تحديات تربية الأبناء في عمان:
من أبرز التحديات التي تواجه المرأة العمانية هي عدم منح ابنائها الجنسية العمانية في حال زواجها من شخص غير عماني مما يؤدي الى التفرق بين أفراد اسرة وما لذلك من تبعات نفسية واجتماعية ومادية على هؤلاء الأبناء.
وتشترك دول الخليج العربي عامة في مجموعة من التحديات التربوية المشتركة فيما بينها نظرا للتشابه النسبي في طبيعة المجتمعات ومن تلك التحديات المشتركة:
تحديات تربية الأطفال في دول الخليج العربي:
أولا مقومات الرعاية الجسدية:
الآباء ملزمون بتوفير احتياجات أبنائهم الأساسية من الطعام والشراب والمسكن ولكل عنصر منها شروط ومتطلبات خاصة ومستويات عديدة تتنوع ما بين ما هو أساسي وكافي فقط و بين ما هو ترفيهي ويلبي الحاجة ويفيض ويتوقف مستوى إشباع تلك الاحتياجات على مستوى الدخل المادي لأحد الأبوين أو كلاهما كأن يتراوح بين دول فقيرة في أفريقيا و دول ذات مستوى مادي مرتفع في الخليج مثلا.
ثانيا احتياجات الأطفال العقلية والعاطفية:
إن تلبية احتياجات طفلك العقلية والعاطفية أمر لا يقل أهمية أبدا عن احتياجاتهم المادية بل ان الاشباع المادي يمكن أن يقدمه أى مهتم أو قريب لكن الإشباع العاطفي وتقديم الأمان والحنان والبحث عن سعادة أطفالك و محاوطتهم بالدفء والتفاهم الأسري لا يمكن أن يوفره سوى أحد الأبوين.
في بعض المجتمعات العربية مثل دول الخليج العربي ( السعودية – الامارات- البحرين- الكويت – قطر والعراق) تعتمد الأسر على توفير العمالة المنزلية من سائق وخادمة ومربية أو جليسة للأطفال وهو أمر شديد الحساسية والخطورة ويحتاج الى توازن فلا بأس من حصول الأم على المساعدة في تربية الأبناء أو القيام بالأمور المنزلية ولكن ما قد يحدث من ترك مسئولية الأطفال والمنزل بالكامل هؤلاء المعاونين من الجنسيات والديانات المختلفة خطرا جسيما و قد يترتب عليه كوارث تربوية عدة.
ويمكنك أيضا مطالعة مقال طرق التعامل مع سلوكيات الأطفال.
ثالثا التفاعل والاختلاط الاجتماعي:
للتفاعل والاختلاط الاجتماعي ميزان حساس فلا إفراط ولا تفريط، نجد في بعض المجتمعات العربية الحرص الشديد على الفصل بين الجنسين منذ الميلاد في كل التعاملات في دول مثل السعودية مثلا بينما نجد الانفتاح والتعامل فى دول عربية أخرى مثل مصر أو الإمارات والصحيح أن لا هذا مطلوب ولا ذاك فالوسطية دائما أفضل الحلول لأن المنع والفصل يحفز الفضول والتجربة وكذلك الانفتاح الزائد يؤدي لعواقب و كوارث ، الوسطية والتوازن هما الحل الأمثل.
ويمكنك أيضا مطالعة مقال فن تربية الأطفال في الإسلام.
رابعا الإرشاد والتوجيه:
يعد قيام أحد الأبوين أو كلاهما بإلقاء الأوامر بشكل دائم ومستمر محفز مثالي للأطفال على عصيان تلك الاوامر وضرب عرض الحائط بها، تربية الأبناء يجب أن تعتمد على تقويم ذاتهم وتدريبهم على الالتزام بالحدود والقواعد دون فرضها عليهم أن يكون منبع الأمر أو المرشد الخاص بهم ذاتيا يأتي من داخل نفوسهم لا من خارجها.
بقدر سخرية الجميع من مبادئ التربية الإيجابية إلا أن هذا هو أساسها ومعتقدها وجوهرها أن نربي أبنائنا على تهذيب أنفسهم ونزرع بداخلهم المرشد والرقيب لنأمن عليهم في ظل المتغيرات المحيطة المستمرة.
وبشأن التربية الأيجابية تجدين الدليل الكامل في مقال التربية الإيجابية للأطفال.
خامسا اظهار الحب والتعاطف:
التعاطف والاهتمام وإظهار حبك لأبنائك لم يكن يوما نقطة ضعف بل أنه لطالما كان أسمى مبادئ التربية والاحتواء، الأطفال أذكياء عاطفيا بالفطرة ويمكن دائما معرفة الحب الصادق والاهتمام النابع من القلب و من ثم بدورهم ينجذبون إليه ويشعرون بالأمان والدفء.
سادسا الأوقات العائلية:
الحرص على التجمعات العائلية سواء على مستوى الأسرة الصغيرة بشكل متكرر على مدار اليوم سواء من خلال تناول الوجبات المختلفة معا أو أثناء رحلات الذهاب والإياب للمدرسة والتمارين أو الجلسات العائلية الدافئة مساءِِ لمشاهدة التلفاز أو قراءة قصة أو إجراء نقاش أو مسابقة كلها أمور تدعو الى الألفة والتقارب والتفاهم الأسري و تفيد فيما بعد في مراحل عمرية حرجة مثل المراهقة.
كذلك التجمعات العائلية المرتبطة بالعائلة والاقارب والأجداد تزيد من قدرات التواصل الاجتماعي لديهم وتقلل تعلقهم الشديد في المراحل العمرية الصغيرة بالأبوين وتفتح مجالات للثقة المحمودة بمن يعطون الحب ويستحقون الثقة.
سابعا السلوك الجيدة:
بعد التدريب على الانضباط الذاتي يأتي دور زرع السلوك الجيد بالقدوة والتقليد وتقديم النماذج فما تريد تعليمه لطفلك يكفيك فعله وتكراره أمامه أو حتى ذكر أهميته أثناء فعلك له.
كمساعدة الفقراء من طعام وكساء أو الاهتمام بحيوان أليف و طبعا القيام بالأمور المنزلية السهلة منها ومتدرجة الصعوبة كذكر أهمية ترك المرحاض نظيف أو رفع الأطباق عن المائدة واغلاق الأضواء التى لا نحتاج إليها.
وهنا يمكنك مطالعة مقال تعديل سلوك الأطفال من خلال القصص.
ثامنا الاحتياجات التعليمية:
احتياج طفلك التعليمي لا يعني توفير كتاب وقلم وأيضا لا يعني دفع مصروفات أغلى المدارس وأفخمها، فالمدرسة ليست فندقا ولا ناديا صحيا يكفي أن توفر المدرسة للطالب معلم يشرح باهتمام وتفاهم وحب وعدد لابأس به من الزملاء في فصل غير مكتظ عن آخره وكذلك بيئة نظيفة لا تسبب المشاكل الصحية
وتلبية احتياجات طفلك التعليمية في المنزل تعني مساعدته على فهم ما لم يتمكن من فهمه في مدرسته و تبسيط ما صعب عليه وكذلك معرفة الطريقة المثلى لجذب انتباهه واهتمامه للمذاكرة وتشجيعه وتحفيزه لأداء واجباته المنزلية والاستذكار والثقافة.
و ننصحك بقراءة مقال مشاكل التركيز عند الأطفال.
تاسعا قدرات التواصل الاجتماعي:
يحتاج طفلك إلى تنمية قدراته على التواصل اجتماعيا سواء في المدرسة أو النادي أو الشارع وبالتالي يحتاج الى تحقيق التوازن والتغلب على العقبات مثل الأجواء الحارة مثلا في دول الخليج العربي كالسعودية والإمارات والكويت والبحرين ففي مثل هذه الدول لا يمكن للأطفال الخروج للحدائق العامة في فصل الصيف بسبب الحر الذي لا يحتمل وهو ما يدفعهم الى ان تنحصر نزهتهم العائلية على المراكز التجارية والصالات المغطاة وهو ليس أفضل الحلول ولكنه يظل حلا.
كذلك دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وروسيا وكندا وغيرها والتى تعاني من موجات البرودة والتجمد والعواصف الثلجية في بعض الأحيان.
كلا النوعين من المناخ يمنعان عن طفلك القدرة على التنزه والذهاب الى المدرسة احيانا بحرية و في جو مناسب لذلك يجب أن نتعلم إيجاد الحلول لتعليم أطفالنا تكوين صداقات والتواصل مع زملائهم تحت مختلف الظروف والقدرة على التعبير والتواصل مع المعلمين والأقارب ومقدمي الرعاية الصحية.
عاشرا التربية الجنسية:
ترتبط التربية الجنسية عامة بنقاط عدة وتنقسم إلى عدة مراحل وأقسام وتجدين عنها على موقع اشراقة التفاصيل كاملة سواء من خلال مقال التربية الجنسية للأطفال بشكل مجمع .
او من خلال مقالات التربية الجنسية لكل مرحلة ولكن المراد ذكره هنا ليست تفاصيل التربية الجنسية ولكن التربية الجنسية كتحدي قائم وأمر يجب الانتباه إلى تغييره وتطويره وفقا لظروف المجتمع والبيئة، فإذا كان الاختلاط في المجتمعات الغربية يزيد خطر الانفتاح وإقامة العلاقات فإن منعه الجذري في بعض البلدان العربية مثل السعودية يزيد خطر الكبت والرغبة في الاكتشاف.
كذلك وجود مساعدين ومساعدات بالمنزل في دول مثل الإمارات والكويت والبحرين وغيرها يحمل علامة خطر كبيرة نظرا لاختلاف الثقافة والديانة لدى المعظم و نظرا لغياب المراقب في معظم الأحيان و توفر الوقت الكافي لحدوث أمور خطيرة على ابنائنا.
حادي عشر الطلاق:
أحيانا يمثل الانفصال العاطفي للأبوين وهما تحت سقف واحد أزمة أكبر من الانفصال الرسمي والقانوني بالطلاق وكلا الأمرين شاق على الأبناء ، ولكن الطلاق أصبح سمة غالبة ومتزايدة في مجتمعاتنا العربية بنسب هائلة عام بعد عام و هو تحدي هام جدا من تحديات التربية و له بالغ الأثر على الأبناء في مختلف المراحل العمرية.
في ما يلي دراسة تتناول تطور نسب ومعدلات الطلاق بشكل تقريبي:
السعودية : 65% | |
الكويت :35% | |
البحرين : 34% | |
الإمارات : 46% | |
قطر : 38% |
والمحافظة على أطفال أصحاء أسوياء هو أكبر تحدي يواجه الآباء بعد الأنفصال وأهم ما يجب الأهتمام به بدلا من الأمور المادية والاجتماعية وغيرها.
لا أحد يمكنه دائما التغلب على كل ما يواجهه من عقبات في تربية أبنائه ولكن معرفة هذه التحديات والعقبات ومحاولة تذليلها بأكبر قدر ممكن يعد خطوة صحيحة على طريق طويل نجد في نهايته ثمار جهودنا من أبناء صالحين ناجحين وملتزمين اخلاقيا واجتماعيا ودينيا وتلك هي أعظم مكافأة.
ذات صلة:
- نصائح للأمهات في تربية الأطفال
- 48 نشاط لتنمية مهارات الأطفال في عمر سنتين
- أنشطة حركية للأطفال
- أنشطة منتسوري لعمر 6 سنوات
- أنشطة تنمية مهارات الأطفال عمر سنة ونصف
- أنشطة منتسوري الحركية
- مرحلة الطفولة وتنمية مهارات الأطفال
- صناعة محتوى الأطفال
- فلسفة منهج منتسوري
- دورات تدريبية للأطفال
- التلعيب في التعليم : متعة التعلم النشط للطفل
- تنمية مهارات الطفل اللغوية