كيفية تربية الطفل الذي لا يلتزم بالقواعد
لا تخلو دورة أقدمها من شكوى لأم بأن طفلها لا يسمع الكلام ولا يلتزم بالقواعد
تحكي الأم وهي منزعجة وأنا أكون في منتهى السعادة.
بوجود طفل لا يلتزم بالقواعد يعني أن العالم مازال بخير وانه هناك أمل أن يتغير كل المساوئ في العالم وأن الحياة تتطور وتنمو في الأعوام القادمة.
وتكون سعادتي ممزوجة بقلق بالغ لأن التعامل مع هؤلاء الأطفال بشكل خاطئ ينتج العديد من التحولات السيئة في شخصية الطفل .
هذا التعامل الخاطئ سينتج طفلاً نصاب وسارق ومجرم أو إنسان يضمر الشر لكل من حوله.
ولكن لا تقلق فإذا كان طفلك لا يلتزم بالقواعد ولا يسمع الكلام و سنساعدك في هذا المقال أن تفهم كل ما يخص الموضوع وكيفية التعامل من خلال هذه النقاط:
خصائص وصفات الأطفال الغير ملتزمين بالقواعد.
احتياجات الأطفال الغير ملتزمين بالقواعد.
طرق التعامل وتربية الأطفال الغير ملتزمين بالقواعد.
هذه النقاط ستوضح لك الأمر بشكل واضح وستجعل لديك القدرة على التعامل مع الطفل بأفضل شكل وطريقة.
فهيا بنا نبدأ مقالتنا
تربية الطفل الذي لا يلتزم بالقواعد
خصائص وصفات الأطفال الغير ملتزمين بالقواعد
كل الأطفال المتمردين والذين لا يلتزمون بالقواعد عادةً لديهم نفس الصفات المشتركة والتي سنلخصها هنا فى نقاط محددة:
- أذكياء بشكل كبير ويحسنون التصرف فى كل المواقف حتى لو كانت جديدة عليهم.
- قيادين بشكل فطري فستجدهم دائماً هم من يضعون قواعد اللعب إذا كان لعب جماعي.
- شخصياتهم تتمتع بحنان بالغ وحب رائع بالرغم من قوتهم الظاهرية .
- لديهم جرأة كبيرة فى تجربة الأشياء الجديدة .
- الفوز هو أهم شيئ فى الحياة أياً كانت الوسيلة.
- يفرقون بشكل واضح بين من يحبهم حباً حقيقياً وبين من يتظاهر بالحب.
- يرون دائماً أنهم على صواب والآخرون مخطأون.
- أنانيين بشكل واضح ويحبون تملك كل ما يرونه ويعجبهم ويخصون أنفسهم بأفضل الأشياء.
- شجاعتهم فى التصرف فى المواقف المختلفة واضحة جداً وخصوصاً إذا كانوا يدافعون عن شيئ يؤمنون به.
- يجيدون تكوين الصداقات الجديدة.
- يحبون لفت الإنتباه إليهم وإلى إنجازاتهم الرائعة من وجهه نظرهم.
- مبدعون ومنجزون ولديهم قدرة على التغيير والإبتكار والإبداع أكثر من غيرهم.
احتياجات الأطفال الغير ملتزمين بالقواعد
بناءاً على الصفات السابقة يظهر للطفل إحتياجات مرتبطة بهذه الصفات.
وهذا الإحتياجات هى:
الحب
فهم يعشقون الأحضان والقبلات لأن هذا يطمئنهم أنهم مازالوا محبوبين بالرغم من أخطائهم الكثيرة.
الإحترام
لأنهم أذكياء جداً ويثقون فى قدراتهم ويحبون لفت الإنتباه وعدم الإحترام لهم أو إهانتهم أمام الآخرين يأذيهم كثيراً.
الحرية
نظراً لأفكارهم الجديدة دائماً فهم يحبون أن يكون لهم مساحة من الحرية للتجربة والأخطاء.
التقدير
لأنهم يقدرون أنفسهم وذكائهم فهم ينتظرون دائماً التقدير من الآخرين وخصوصاً لو قاموا بالمساعدة او حل مشكلة ما أو أبدعوا فى أمر ما.
هذه الإحتياجات تتواجد مع إحتياجات أخرى أساسية تتشابه مع معظم الأطفال مثل التشجيع والدعم والاهتمام وغيرها ، لكن هذه الإحتياجات تكون ظاهرة بشكل أكبر للاطفال الغير ملتزمين بالقواعد.
إشباع هذه الاحتياجات يساعد على تنشئة طفل مبدع سوى النفسية ومحب لمن حوله ، وبالعكس إذا لم تشبع يتحول إلى طفل كاذب ومتمرد ويحمل الكره لمن حوله ويسعى للانتقام منهم.
طرق التعامل وتربية الأطفال الغير ملتزمين بالقواعد
بعد معرفة صفات هؤلاء الأطفال وتلبية احتياجاتهم سنتطرق إلى الجزء العملي والتطبيقي لكيفية التعامل معه بشكل عام وكيفية التعامل فى المواقف المختلفة.
سنذكر هنا بعض الأساليب التربوية للتعامل مع الطفل وعلى الأم أن تختار الأفضل من خلال التجربة والملاحظة ، ولكن لابد أن تستمر تجربة الأسلوب فترة لكى تظهر أثارها.
هذه الأساليب هى:
تقوى الله
لأن هؤلاء الأطفال يملكون القدرة على الكذب والخداع ولأنك كمربى لن تستطيع مراقبته طوال الحياة فالضمان الوحيد لان يكون شخص صالح هو تربيته على الدين وعلى تقوى الله عزوجل.
يجب تذكيره دائماً بأن الله هو الرقيب و المطلع .
وتنبيهه دائماً أنه لو إستطعت خداعنا فلن تستطيع خداع الله.
إرم بالكرة فى ملعبه
محاولتنا لإجبار هؤلاء الأطفال لإختيار التصرف الصحيح لن يؤتى ثماره ، لكن تشجيعهم على إختيار ذلك بأنفسهم هو الإختيار الأمثل.
عندما تسأل الطفل هل صليت ؟ أو هل رتبت غرفتك؟ فيجيبك بنعم وأنت متأكد أنه لم يفعل ، كل ما عليك هو أن ترم بالكرة في ملعبه بأن يختار هو السلوك الصحيح بنفسه من خلال ترك مساحة من الحرية له لتصحيح أخطائه بنفسه.
لذلك قل له ممتاز أنا أسألك فقط و أنبهك فأنت من سيأخذ الحسنات وليس أنا فلو نسيت الصلاة أو ترتيب غرفتك فلديك وقت لفعل ذلك.
هذه المهارة من أهم المهارات التى يمتلكها المربى للتعامل مع الطفل لذلك درب نفسك عليها كثيراً وهذا ما أقوم به مع المتدربات فى دورة الوعى التربوي أو أثناء الإستشارات التربوية لضمان قدرتهم على التعامل مع كل المواقف.
الجميع سواسية
السلوك الصحيح ملزم للجميع سواء كان كبيراً أو صغيراً ، لذلك لا تحاول أن تفعل الخطأ وتبرره لأنه سيفقد الثقة بك تماماً ولن يعتبرك مصدر للقواعد والقوانين.
لا تعني لا وليس نعم
الثبات على القاعدة والقانون هو من أهم الأساليب فى التعامل مع الأطفال وخصوصاً مع من يحبون عدم الالتزام بالقواعد.
لو وجد الطفل احتمال ولو بسيط أنك ستتراجع عن رأيك بالصراخ أو البكاء أو بالإعتراض أو بالمحايلة فلن يترك هذا الإحتمال و سينظر إليك على أنك ضعيف يمكن الضغط عليك وتتراجع .
إذا اضطررت فى موقف ما أن تتراجع عن قرارك تفاهم معه وتناقش وتظاهر بأنه أقنعك ولو كان كلامه صحيح أخبره أنه طالما تبين الصحيح من الخاطئ فنتبع الصحيح حتى لو كان من كبير أو صغير.
المشاركة والود
لا تحب هذه الشخصيات من الأطفال أن تتعامل بمبدأ رئيس و مرؤوس لأن هذا يجعلهم تلقائياً يتمردون.
الأفضل ان يتم دائماً وضع القواعد والقوانين بالمشاركة مع الطفل وأن يبدي رأيه ويضع إقتراحات لأنه يحب دائماً أن يفوز فيعمل على نجاح القواعد والقوانين التى شارك فى وضعها.
إطلب منه دائماً القيام بالأعمال وأنت تعطيه شعور الثقة فيه بقدرته على القيام بالأمر بمسؤولية وإقتدار.
إترك له القيادة فى المواقف البسيطة والمواقف التى تخصه ليتعود على رؤية الأمور بزاوية مختلفة عن التمرد فقط.
إجعل حديثك معه دائماً بكلمات مغلفة بالحب مثل
- أنا أحب أن.
- لو سمحت.
- أستأذنك.
- أنا أحتاج منك.
- أنا أكون سعيداً عندما.
سيتعود الطفل أن يستخدم نفس كلامك عند الحديث معك.
غير مفهومك
المشكلة تكون أحياناً فى مفهومنا نحن كمربين عن كلمة لا وهذا ما أحاول جاهدة فى دورات التربية أن أقوم به مع الأمهات لأن كثير من المشاكل ليست مشاكل بالحقيقة وإنما المشكلة فى المعانى التى نعطيها للمواقف.
فبدلاً من أن نعتبر كلمة لا تعبر عن عدم الإحترام أو التمرد وعدم سماع الكلام وغيرها من المعانى التي تجعل المربى غاضباً عندما يسمعها .
نضع معنى جديد لكلمة لا مثل أنها تعنى الإستقلال والمسؤولية وعدم الإنقياد والشخصية القوية وغيرها أعتقد أن الأمر سيختلف كثيراً.
أمام الغرباء
أكثر ما يزعج المربى هي المواقف المحرجة التي تحدث أمام الغرباء و التى يسببها الأطفال وخصوصا الأطفال الذين لا يحبون الالتزام بالقواعد.
ولتفادي هذا الأمر أعقد إتفاقاً مع الطفل وتناقش معه فى مساوئ الموقف عليك وعليه واجعله يقترح بنفسه حلاً لهذه المشكلة.
من الممكن أيضاً أن تتفق معه على جملة او نظرة أو حركة تعنى أنه يجب عليه التوقف الآن وأنك تذكره باتفاقكما المسبق.
أخبره أنك لا تحب أن تحرجه أو تهينه أمام الناس لذلك يجب عليه توقيف النقاش أو الإعتراض أمام الناس وأن يكمل فى البيت وليس أمام الغرباء.
ويمكنكم الإطلاع على هذا الفيديو للاستزادة حول ما يخص الأطفال الذين لا يلتزمون بالقواعد.
الخلاصة
التعامل مع الطفل الذي لا يلتزم بالقواعد ليس سهلاً ولكنه يستحق كل الوقت والجهد الذي تبذله معه وسترى ذلك عندما يكبر وتراه شخصية مميزة لا تتكرر كثيراً.
وإذا كنت تحتاج إلى المساعدة للتعامل مع المشكلات التى يمر بها طفلك يمكنك الالتحاق بدورة الوعي التربوي أو التواصل معنا وحجز إستشارة تربوية لمساعدتك.
للمزيد حول التعامل مع الطفل الذي لايلتزم بالقواعد يمكنكم مشاهدة هذه المحاضرة .
وكما عودناكم بإنهاء مقالاتنا بمعلومة أو نصيحة تربوية .
شارك المقال لتعم الفائدة.
ذات صلة:
- خصائص المرحلة العمرية للأطفال من الميلاد وحتى سنة
- فترة الحمل – كل ما يلزمك معرفته عن التغيرات الجسدية والهرمونية التي تحدث للمرأة
- سلوكيات الاطفال
- العناد عند الاطفال – كيفية التعامل مع مشكلة العناد عند الاطفال
- خلافات الإخوة ….الأسباب وكيفية التعامل؟
- فن تربية الأطفال فى الإسلام: كيفية تربية الأولاد في الاسلام
- التربية الإيجابية للأطفال
- تأخر الكلام والتواصل عند الأطفال 3 سنوات
- علم النفس… التعريف و الأهمية و الأنواع
- تعزيز الصحة النفسية للأطفال
- 48 نشاط لتنمية مهارات الأطفال في عمر سنتين
- صناعة محتوى الأطفال