فى هذا المقال سنتناول هذه النقاط:
العوامل المؤثرة في الصحة النفسية للطفل
ماهي علامات القلق؟! و أن الأمر يحتاج إلى تدخل.
مفهوم وتعريف الصحة النفسية
مفهوم الصحة النفسية:
مفهوم علم الصحة النفسية يقصد به ذلك العلم الذي يهتم بدراسة المشكلات والاضطرابات والأمراض النفسية والبحث عن أسبابها وتشخيصها وعلاجها. وقد يقصد بالصحة النفسية هي الحالة النفسية للفرد والتي قد تكون سوية أو غير سوية ولكل منهم أعراض مختلفة عن الآخر. (١)
تعريف علم الصحة النفسية:
إن علم الصحة النفسية هو الدراسة العلمية للحالة النفسية للإنسان وعمليات التوافق النفسي، والبحث عن أسباب المشكلات النفسية ومشكلات التوافق، وما يعوق تحقيق السلوك النفسي للإنسان من اضطرابات وأمراض نفسية ودراسة أسبابها وتشخيصها بدقة وتحديد وسائل العلاج والوقاية منها.(١)
معنى الصحة النفسية للفرد ( الحالة العامة للفرد)
عندما نقصد بمصطلح الصحة النفسية ( الحالة النفسية للفرد) فإن هذه الحالة إما أن تكون سوية أو غير سوية وبما أن علم الصحة النفسية وكذلك علم النفس بفروعه المتعددة يسعى إلى تحقيق السواء للإنسان. لذا سنهتم بتوضيح معنى السواء النفسي للأفراد.
السواء النفسي للأفراد أو الصحة النفسية السليمة للأفراد:
هي حالة تكامل طاقات الفرد المختلفة( مثل الطاقة العقلية المعرفية و الطاقة الانفعالية والطاقة الدافعية) بما يؤدي على حسن استثمارها وتحقيق وجود الفرد.
تعريف الشخص السوي: هو الشخص الذي يعرف قدراته وطاقاته وإمكانياته الحقيقية ويوظفها توظيفًا يحقق وجوده وإنسانيته ويفيد مجتمعه . ويتقبل الآخرين ويتقبلونه ويحقق ذاته ويحافظ على حقوق الآخرين.
من مظاهر الصحة النفسية:
و من مظاهر الصحة النفسية للأفراد:
معرفة القدرات واستثمارها وتحقيق الذات:
بأن يضع لنفسه أهدافًا ويحدد مستويات لطموحه تتناسب مع ناديه من قدرات وطاقات، وما تتيحه البيئة والمجتمع الذي يعيش فيه من إمكانات وتسهيلات لتحقيق أهدافه وطموحاته، بحيث يمكنه تحقيقها فعلًا وفي الواقع يستغل قدراته وإمكانياته وطاقاته إلى أقصى حد ممكن، وبذل الجهد من أجل تحقيق النجاح.
الشعور بالرضا:
و يتضمن الرضا عن النفس وعن الآخرين.
أما الرضا عن النفس يكون باحترام الذات وتقديرها حق قدرها.
و أما الرضا عن الآخرين فيكون باحترام الغير وتقديرهم والتسامح معهم.
التفاعل الإيجابي مع الآخرين:
و يتمثل في القدرة على إقامة علاقات طيبة سليمة مع الآخرين، والمحافظة على الصداقات الاجتماعية، والقيام بالأدوار الاجتماعية المناسبة، والتفاعل والتعاون والمشاركة وتحمل المسؤولية الاجتماعية.
التقبل:
أن يتقبل الفرد نواحي القصور أو العجز الذي يجده في نفسه ويؤمن بمبدأ الفروق الفردية بين الناس. و تقبل نواحي القصور عند الأفراد الآخرين.
الموضوعية وعدم التعصب:
الشخص الذي يتمتع بشخصية سوية لا ينحاز لآراء أو أفكار تعصبًا لنفسه وللآخرين بدون تفكير أو بصيرة.
البصيرة:
أن يحسن التبصر في عواقب الأمور قبل أن يسلك ما لا تحمد عقباه. والتروي على الأفعال و الأقوال وإعمال العقل.
الثبات الانفعالي:
يتميز الشخص السوي بعدم التذبذب الانفعالي فهو متوازن في اتجاهاته نحو القيم والأفكار والأشخاص. والقدرة على ضبط انفعالاته.
التكامل النفسي:
ويظهر ذلك في الأداء الوظيفي لقدرات الفرد العقلية والانفعالية والاجتماعية والجسمية بحيث يكون أداءًا كليًا متكاملًا يكشف عن تناسق شخصية الفرد وتكاملها وقدرته على التحكم في الذات وضبط النفس.
اعتدال السلوك:
و يعرف ذلك بأن يكون سلوك الفرد العام سلوكًا معتدلاً ومألوفًا وغير شاذ.
السلام النفسي الداخلي:
ويبدو ذلك في الإقبال على الحياة بشكل عام و التخطيط للمستقبل والرضا بالواقع.
العوامل المؤثرة في الصحة النفسية للطفل
عندما يتمتع طفلك بصحة نفسية سوية سوف يتمكن من الإندماج في المجتمع وتزداد إنتاجيته وتزداد قدرته على التأقلم مع تحديات الحياة.
ومن أهم العوامل المؤثرة في تكوين نفسية الطفل
:
- تناول الغذاء الصحي.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- أسرة متفاهمة.
- بيئة حاضنة وداعمة للطفل.
- حب غير مشروط من العائلة.
- الثقة بالنفس واحترام الذات.
- فرصة اللعب مع أطفال آخرين.
- تشجيع المعلمين له.
- التوجيه والانضباط المناسبين
- منح الطفل الوقت الكافي من الأهل.
- عدم محاولة حل الخلافات الأسرية أمام الطفل.
- التأكد أن الطفل يذهب إلى المدرسة المناسبة له والقادرة على حل المشكلات التي تواجهه بداخلها أو تستجيب لملاحظات الأهل.
- مشاركة الطفل في الأنشطة الاجتماعية المدرسية والاندماج مع الأقران.
- التفاؤل والابتسام داخل المنزل.
كل تلك العوامل تؤثر في صحة طفلك النفسية، لذا سنشرح بعض تلك العوامل بالتفصيل:
منح الطفل حبًا غير مشروط.
بأن يكون الحب والقبول داخل الأسرة غير مشروط بأسباب، وأن يعلم الطفل أن حبك له لا يعتمد على إنجازاته، فأنت تحبه في كل حالاته.
توقع الأخطاء وتقبلها
يجب توقع الأخطاء وقبولها. ومنحه الفرصة لإرتكاب الأخطاء و تحمل عواقب الأفعال.
تنمية ثقة الأطفال واحترامهم لذاتهم.
تشجيع الخطوات الأولى للأطفال في تجربة لعبة جديدة تناسب قدراتهم؛ مما يساعدهم على تنمية الرغبة في الاستكشاف والتعرف على البيئة المحيطة. لذا اسمح للأطفال بالاستكشاف واللعب في منطقة آمنة حتى لا يتعرضوا للأذى.
طمأنهم بالابتسام والتحدث معهم كثيرًا.
إن التفاؤل والابتسام في وجه طفلك يساعد على تنشئة طفل ذو صحة نفسية سليمة، لذا كن مشاركًا نشطًا في أنشطتهم. كما يساعد انتباهك لهم والاهتمام بتفاصيل حياتهم في بناء ثقتهم بأنفسهم واحترامهم لذاتهم.
حدد أهدافًا واقعية
يحتاج الأطفال الصغار إلى أهداف واقعية تتناسب مع طموحاتهم و مع قدراتهم. فلا تطلب منهم أهدافًا تفوق قدرتهم حتى لا يشعروا بالإحباط. وساعد الأطفال الصغار على اختيار أهدافهم بمساعدتك، واترك الفرصة للأطفال الأكبر سنًا لاختيار الأنشطة التي تختبر قدراتهم وتزيد من ثقتهم بأنفسهم.
كن صادقا
لا تخف إخفاقاتك عن أطفالك. من المهم بالنسبة لهم أن يعرفوا أننا جميعًا نرتكب أخطاء. وقد يكون من الأفضل لهم أن يعلموا أن الكبار أيضًا يرتكبون أخطاءًا لكن العبرة بتجنبها في المستقبل.
تجنب الملاحظات الساخرة
إذا خسر الطفل لعبة أو فشل في الاختبار، تجنب التعليقات السلبية حتى لا يشعر الطفل بالإحباط. فلا تلقي محاضرات عليهم حينها، قم بتأجيل الأمر إلى وقت لاحق.
خصص وقتًا للعب!
شجع الأطفال على اللعب معك. يساعد وقت اللعب الأطفال على الإبداع وتعلم مهارات حل المشكلات وتعلم ضبط النفس. كما يساعد الطفل على التمتع بصحة نفسية سليمة وزيادة الروابط الأسرية.
يحتاج الأطفال رفقاء للعب
من المهم أن يقضي الأطفال وقتًا مع أقرانهم. فمن خلال اللعب مع أشخاص مختلفين يكتشف الأطفال نقاط قوتهم وضعفهم، ويطورون شعورًا بالانتماء، ويتعلمون كيفية التأقلم مع الآخرين.
يجب أن تكون المدرسة ممتعة!
بدء المدرسة هو حدث كبير للأطفال. لذا عليك الربط ما بين المدرسة وبين تكوين علاقات إيجابية بها، كاللعب في المدرسة مع الأقران والتحدث عن مميزات المدرسة مع طفلك.
تقديم التوجيه المناسب والانضباط اللازم.
يحتاج الأطفال إلى فرصة لاستكشاف وتطوير مهارات جديدة والاستقلالية. ولكنهم يحتاجون أيضًا إلى معرفة أن بعض السلوكيات غير مقبولة وأنهم مسؤولون عن عواقب أفعالهم.
كن قدوة حسنة.
لا يمكنك أن تتوقع ضبط النفس والانضباط الذاتي و القدرة على التعامل مع الاحباطات لطفلك طالما لا تمارس أنت نفس السلوك.
تحدث عن مشاعرك.
كلنا نفقد أعصابنا من وقت لآخر. لكن الأهم أن تتحدث مع طفلك عن سبب غضبك و أن تعتذر إن كنت مخطيء.
توفير منزل آمن.
لا بأس أن يشعر الأطفال بالخوف أحيانًا. فالخوف شعور طبيعي فهو ينشأ من تجارب لا يفهمها الطفل. و لكن المهم أن لا يتحول هذا القلق والخوف إلى قلق مرضي، لذا إذا كان لدى أطفالك مخاوف تؤثر على سلوكهم، فإن الخطوة الأولى هي اكتشاف ما يخيفهم. كن مطمئنًا لهم ولا تنتقدهم.
ماهي علامات القلق؟! و أن الأمر يحتاج إلى تدخل.
قد تكون السلوكيات العصبية و الانسحاب الاجتماعي والخجل والسلوك العدواني علامات على مخاوف الطفل. كما قد يشير تغيير أنماط الأكل وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم على تغيير في سلوكيات الطفل. فقد يخاف الطفل من الذهاب إلى المدرسة بسبب انتقاله إلى حي جديد أو تغيير المدرسة أو بعد حادثة سيئة في المدرسة.
متى تطلب المساعدة؟!
عادة ما يكون الآباء وأفراد الأسرة هم أول من يلاحظ ما إذا كان الطفل يعاني من مشاكل في المشاعر أو السلوك. لذا على الأهل الإنتباه إلى سلوكيات الطفل في المنزل وخارج المنزل. أيضًا بالاستعانة بالمعلمين في المدرسة وملاحظتهم قد تجمع بعض البيانات التي تساعدك على التدخل المبكر، يمكنك أيضًا الاستعانة بـ الاخصائي النفسي بالمدرسة. فقد تقودك ملاحظاتهم إلى التدخل المناسب من المختصين.
علامات الخطر:
قد تدل العلامات التالية على الحاجة إلى المساعدة والتدخل المبكر:
- تراجع المستوى الدراسي للطفل وتراجع ملحوظ في درجاته.
- قلق دائم.
- تكرار رفض الذهاب إلى المدرسة أو المشاركة في أنشطة الأطفال العادية
- فرط النشاط أو التملل.
- كوابيس مستمرة.
- العصيان والتمرد.
- السلوك العدواني.
- نوبات الغضب المتكررة
- الاكتئاب أو الحزن أو الانفعال (٢)
المصادر:
(١) من كتاب الصحة النفسية وتنمية الإنسان ل علا عبد الباقي إبراهيم
(٢)
https://www.mhanational.org/what-every-child-needs-good-mental-health
ذات صلة:
- الأمراض النفسية والعقلية
- علم النفس… التعريف و الأهمية و الأنواع
- مجالات الصحة النفسية
- تعزيز الصحة النفسية للأطفال
- الصحة النفسية للمرأة
- خصائص المرحلة العمرية للأطفال من الميلاد وحتى سنة
- سلوكيات الاطفال
- الكذب عند الأطفال ..الأسباب وكيفية التعامل؟
- فرط النشاط عند الأطفال
- الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال
- 48 نشاط لتنمية مهارات الأطفال في عمر سنتين
- صناعة محتوى الأطفال