قصص وقت النوم للأطفال
وقت النوم ذلك الوقت السحري الذي يضع فيه الأطفال تحركاتهم ونشاطاتهم الزائدة جانبا ويأتي وقت الأحضان الدافئة والهدوء والاستعداد لسماع قصة محببة تصحبهم معها الى دنيا الخيال و يصحبونها معهم الى عالم الاحلام لتكون نهاية مثالية ليوم صاخب مليء بالنشاط والحيوية واللعب.
و لكن هل فكرتِ يوما أن بإمكانك استغلال هذه القصص المحبوبة في ترسيخ المفاهيم الاساسية والقيم الهامة وتنمية لغة أطفالك وحبهم للقراءة والاطلاع؟
يمكنك تعلم كيفية القيام بذلك من خلال الاشتراك في دورة قصص الأطفال المفيدة والغنية بالمعلومات والإجابات المختلفة على تساؤلاتك في كل ما يخص قصص الأطفال.
وقد ترجمنا لكِ في اكاديمية اشراقة بعض القصص التي تناسب أطفالك وتساعدهم على نهاية سعيدة ليوم طويل.
ملك المستقبل
في إحدى قرى الصين البعيدة كان هناك ملكا عجوز لم يُرزق بأطفال فكان بحاجة لوريث للعرش فقرر أن يقيم مسابقة لأختيار طفل مناسب يتم تنشئته وتدريبه ليصبح ملكا من بعده.
أصدر الملك مرسوما ملكيا بأن كل طفل يريد أن يصبح ملك المستقبل سوف يتم إعطاؤه بذرة يأخذها معاه للمنزل ، يقوم بزراعتها ورعايتها لمدة عام كامل ومع نهاية العام الطفل صاحب النبات الأجمل والذي قام بالعناية الجيدة بناته يفوز ويصبح تحت رعاية الملك.
قامت هلجا بالاشتراك في المسابقة وأخذت بذرتها إلى المنزل ، اختارت لها أفضل أنواع التربة و قامت بريها بحرص وكانت تضعها في الشمس القدر الذي تحتاجه من الوقت.
مع نهاية الشهر الأول نمى لبذور الأطفال الآخرين في القرية براعم خضراء صغيرة ولكن بذرة هلجا لم تنمو لها براعم مطلقا ، ومع نهاية الشهر الثالث أصبحت بذور الأطفال شجيرات صغيرة وبذرة هلجا لا حياة فيها.
سخر الأطفال الآخرون من هلجا و اخبروها انها لن تكون ملكة ابدا اذا لم تتمكن من زراعة بذرة صغيرة، بدلت هلجا التربة وغيرت إناء الزراعة ونفذت جميع الحلول التي يمكنها التفكير بها وكن مع نهاية العام لم يكن لديها نبات مثل الأخرين.
وفي يوم تحكيم المسابقة جلست هلجا في المنزل تبكي وقد ذهب جميع الأطفال الآخرون مع نباتاتهم الجميلة الى القصر ، أخبرها والديها انه يجب عليها أن تكون فخورة بعملها الجاد وانها يجب ان تذهب معهم لمهرجان اختيار ملك المستقبل.
رأت هلجا الملك يتجول مفكرا مبتسما بين النباتات الجميلة والفاتنة يقيمها بدقة وحين وصل حيث تقف هلجا مع ابويها سألها ” أين يكون النبات الذي قمتِ بزراعته؟”
أجابته هلجا من وسط دموعها ” لقد عملت بجد لزراعته أخترت التربة الأفضل وقمت بري النبات ووضعه في الشمس القدر الذي يحتاجه ، ابعدته عن البرد في الشتاء ومع ذلك لم أحصل على أي نبات.”
أجابها الملك ” هذا صحيح ، لقد أعطيتكم جميعا بذورا مسلوقة و مجففة ولا تصلح للزراعة ، وانتى الأمينة الوحيدة من بين كل الأطفال التي تحلت القوة للاعتراف بأن بذرتها لم تنمو لذلك يا هلجا أنتي ملكة المستقبل.”
تبادل الأماكن
في زمان بعيد كان هناك أسرة صغيرة تعيش في بيت بسيط في الريف، كان الرجل يخرج إلى عمله في مزرعة العنب في الصباح الباكر وكانت الزوجة تبقى في المنزل ترعى الأولاد وتصنع الطعام وتهتم بشئون المنزل.
ذات يوم عاد الرجل من المزرعة ليجد البيت غير مرتب ولا يوجد زبد أو خبز كما أن طعام العشاء لم يكن معدا بعد.
صاح الرجل في زوجته ” ماذا كنتِ تفعلين طوال اليوم ؟ ، أنا يمكنني خلال يوم واحد القيام بما تفعلينه في أسبوع.”
قالت الزوجة ” حسنا اذن غدا سوف أذهب للعمل في المزرعة وأنت عليك رعاية الأولاد والقيام بدوري في المنزل.”.
وهذا ما فعلوا ، في الصباح الباكر ذهبت الزوجة للمزرعة وظل الرجل في المنزل ، بدأ يومه بإطعام الدجاج ثم وضع اللبن في ممخضة اللبن لصنع الزبد.
استيقظ الرضيع وبدأ في البكاء لذا ذهب والده ليحمله وبينما يهدهده ويهدأ من بكائه جرى ابنه الأخر نحو المطبخ فقلب ممخضة البن و انسكب اللبن في جميع انحاء المطبخ.
شرع الرجل في تنظيف المطبخ من اللبن المسكوب و لكنه تذكر انه لم يقدم للأطفال طعام الأفطار بعد ، فأخذ يعد الأفطار ولكنه كان قد نسي باب عًش الدجاج مفتوحا عندما ذهب لإطعامهم و الأن الدجاجات تتجول في منزلهم تنشر الريش والفضلات في كل مكان.
وهكذا استمر يومه كلما حاول فعل شيء وجد أن شيئا آخر قد تم إفساده.
حين عادت الزوجة من المزرعة وجدت المنزل مغطى بالريش وفضلات الدجاج وطفلها جائع متسخ الملابس يجري في آثار الحليب المسكوب أرضا ووجدت زوجها في الفراش بجواره طفلها الرضيع يبكي.
قال الزوج:
” أنا آسف يا زوجتي العزيزة ، لا يمكنني ان اصدق ما تقومين بانجازه كل يوم في المنزل ، لن الومك مجددا ابدا.”.
ولم يلومها مجددا بالفعل بل وانه حين يعود لمنزل ولا يجد طعاما معدا ، يقوم بتجهيز طعام العشاء لهم ويساعد في إعداد الأطفال للنوم وتجهيز اللبن من أجل الخض في الصباح.
ليا الشجاعة
تزوجت ليا من رجل لديه ابن بالفعل أحبت ليا هذا الطفل كثيرا وحاولت بكل الطرق أن ترعاه وتجعله سعيدا وتكون صديقته ولكنها لم تنجح أبدا فظل الولد حزين وحيد لا يحب اللعب معها ولا يتكلم إلا قليلا.
قررت ليا الذهاب للحكيم الذي يسكن أعلى جبال القرية لتسأله العون ، وذهبت إليه بالفعل.
قالت ليا ” ساعدني ياحكيم من فضلك أريد أن يشعر هذا الولد بالسعادة وأن يقبل صداقتي ولقد حاولت وجربت كل الطرق طوال الأسبوع ولم ينجح أي شيء.”.
قال الحكيم مفكرا ” يمكنني مساعدتك لكني أحتاج منكِ أن تحضري لي شعرة من لحية أسد حي.”.
تفاجأت ليا من طلب الحكيم وأصابها الخوف ولكنها ارادت مساعدة هذا الولد بشدة ، فذهبت الى حيث يعيش الأسود وبدأت تفكر وفي الصباح التالي بدأت تنفذ.
ظلت ليا طوال شهر كامل تضع طبقا مليئا باللحم وتختبئ خلف صخرة بعيدة وتشاهد الأسد يأكل ، وفي الشهر التالي كانت تفعل نفس الشئ كانت تفعل نفس الشيء لكنها كانت تجلس خلف الصخرة فكانت رأسها تظهر للأسد.
في الشهر الذي يليه كانت تقف فتمكن الأسد من أن يراها بوضوح حتى خصرها ، وخلال الأشهر الستة التالية أخرت ليا تتقرب من الأسد شيئا فشيء ففي الشهر العاشر كانت تستطيع الوقوف بجواره وهو يأكل وفي الحادي عشر كانت تضع الطبق أمامه مباشرة واخيرا في الشهر الثاني عشر كان بإمكانها أن تقرب يدها من وجه الأسد.
وتشجعت أخيرا وانتزعت ليا من لحية الأسد تلك الشعرة التي تحتاجها وأخذتها إلى الحكيم.
أخذ الحكيم الشعرة من ليا وقذفها في النار أمام عينيها.
بكت ليا وتعجبت من فعل الحكيم وقالت له ” لقد عملت بجد لعام كامل من أجل الحصول على تلك الشعرة التي قذفتها.”.
سألها الحكيم ” عملتِ بجد؟”.
” لقد كنتِ صبورة واعطيتِ ذلك الأسد ما يحتاج ولذلك حصلتِ على ثقته بكِ ، هل من الصعب أن تقومي بالشيء نفسه مع طفل صغير يشتاق لأمه؟”.
تعلمت ليا من كلمات الحكيم أنه لا توجد طرق مختصرة ولا نصائح حكيمة لكسب صداقة الطفل ولكنها تحتاج الى الصبر والتفهم والشجاعة وسوف تحصل على ما تًريد.
