مجالات الصحة النفسية
الأسرة:
الأسرة هي حجر الأساس في المجتمع، ليس هذا فقط بل إن أي اضطراب داخل الأسرة يؤدي إلى اضطرابات شخصية.
و من أهم الوظائف النفسية للأسرة:
- إشباع حاجات الطفل النفسية: مثل الأمن والطمأنينة والتقليل وتأكيد الذات واحترامها والنجاح.
- الحضانة: من خلال إمداد الطفل بالطعام والرعاية والأمان والثقة بدون خوف أو إحساس بالخطر.
- تعليم السلوك الاجتماعي: من خلال ممارسة العلاقات مع الجماعات الأخرى خارج الأسرة وضبط تلك العلاقات وترشيدها المباشر وغير المباشر.
- تعليم الطرق الصحيحة للاتصال بالآخرين: من خلال اللغة والاتصال اللغوي وغيراللغوي.
- تعليم الأطفال كيفية التحرر: بمعنى الاستقلال والانفصال التدريجي عن الأسرة الأم من خلال النضج النفسي وأخذ وضع مناسب في المجتمع.
- منح الاسترخاء والهدوء النفسي لأفرادها: كفاية ووسيلة في التعامل معًا بيسر وسهولة وبالتفاهم والمشورة.(٣)
بنية الأسرة والصدمات:
إن الخلل في بنية الأسرة يؤثر سلبيًا على الأطفال مما يؤثر على صحتهم النفسية. ليست كل أنواع الخلل والاضطرابات داخل الأسرة لها نفس التأثير على الأفراد. على سبيل المثال، فقد تحدث اضطرابات نفسية ومشاكل سلوكية أكثر في العائلات التي بها طلاق أكثر من الأسر التي بها حالة وفاة.
و تم تحديد بعض الصفات وخصائص مقدمي الرعاية للأطفال كعوامل خطر على نفسية الطفل. حيث قد تؤدي تلك الخصائص إلى سوء المعاملة وبعض الاضطرابات النفسية للطفل.
الصحة النفسية للوالدين وأثرها على الأطفال:
إن الصحة النفسية للوالدين مرتبطة بالصحة النفسية لأولادهم. كما أشارت الدراسات أيضًا إلى أن مسار الاكتئاب لدى الأطفال( الذي يعاني والديهم من اضطرابات نفسية قد يكون مزمنًا مع زيادة معدلات الانتكاس. يبدو أيضًا أن الحالة العاطفية للأم لها تأثير أكثر عميقًا على الطفل من مرض الأب والفرق ذو دلالة إحصائية. (١)
المدرسة:
هي المؤسسة الثانية التي تقوم بالتربية بعد الأسرة. بعدما يكون الطفل قد بدأ في التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة قبل سن دخول المدرسة. يصبح مستعدًا لتطوير معلوماته وقيمه واتجاهاته التي بدأ بتعلمها داخل الأسرة.
مسؤوليات المدرسة في النمو النفسي للطفل:
- تقديم الرعاية النفسية للطفل .
- إرشاد الطفل وتوجيهه.
- الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية وإقامة علاقات صحية اجتماعية داخل المدرسة.
- مساعدة الطفل على حل مشكلاته.
لماذا الصحة النفسية مهمة في المدارس؟
تعتبر تلبية احتياجات الصحة النفسية للطفل في المدرسة أمرًا بالغ الأهمية لأن طفلًا واحدًا من بين كل خمسة أطفال يعاني من اضطراب نفسي أو سلوكي.
كما تشير العديد من الأبحاث إلى أنه على الرغم من أن المرض النفسي يؤثر على العديد من أطفالنا الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 17 عامًا، إلا أنه 80٪ فقط منهم لا يتلقون الرعاية الصحية النفسية التي يحتاجون إليها.
كيف تؤثر الاضطرابات النفسية الشائعة عند الأطفال عليهم في المدرسة؟
تؤثر الاضطرابات النفسية الشائعة عند الأطفال على التعلم داخل الفصل، وعلى تفاعلهم الاجتماعي مع أقرانهم، لذا فإن التدخل المبكر وملاحظة التغيير على الطفل أثناء الدراسة، يساعد على اختفاء هذا الاضطراب. كما تؤثر الصحة النفسية للطفل على أدائه الأكاديمي داخل المدرسة. و تؤثر على علاقاته بأقرانه واندماجه مع الآخرين. و إذا تم توفير الخدمات المناسبة لدعم احتياجات الصحة النفسية للأطفال، فسوف يتحقق أقصى قدر من النجاح وتقل الآثار السلبية على الطلاب. (٢)
ما هي أهم مخاوف الاضطرابات النفسية للأطفال؟
مثل الكبار يتأثر الأطفال ببعض الإضطرابات النفسية الشائعة، ولكنهم لا يجيدون التعبير عن ما يشعرون به فيظهر في شكل سلوك مثل الحزن أو الغضب أو مثل اضطرابات القلق والوسواس القهري.
بعض الاضطرابات النفسية الشائعة عند الأطفال داخل المدرسة:
- اضطرابات القلق
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)
- اضطراب طيف التوحد (ASD)
- اضطرابات الأكل
- اضطرابات المزاج
وغيرها من الاضطرابات، للمزيد: اقرئي هنا
هل طفلك يخفي مشاكل في المدرسة؟
يواجه الأطفال بعض التحديات داخل المدرسة، مثل تغيير فصله، أو تعلم بعض المواد الدراسية الصعبة وكلها مصادر توتره وتؤثر على سلوك طفلك في المدرسة وكذلك على صحته النفسية. من خلال كل هذه التغييرات، تقع على عاتق الوالدين مسؤولية مراقبة العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن طفلك يعاني من مشاكل في المدرسة أكثر من المعتاد.
فيما يلي بعض العلامات الأكثر شيوعًا للاضطرابات النفسية عند الأطفال:
- تغيرات في المزاج (مثل: مشاعر الحزن أو الغضب أو الانسحاب الاجتماعي أو تقلبات مزاجية).
- ● الخوف الشديد، نوبات الغضب الشديدة، القلق الشديد.
- تغيرات في السلوك (مثل: سلوك خارج عن السيطرة، مثل العنف والشجار.
- صعوبة في التركيز، تراجع الأداء في المدرسة.
- فقدان الوزن غير المبرر أو تغيرات في الشهية.
- الأعراض الجسدية مثل الصداع المتكرر أو آلام المعدة.
- إيذاء النفس مثل جرح النفس ومحاولة الانتحار.
ليس من السهل دائمًا التعرف على هذه العلامات. فقد يخفي طفلك عنك بعض الأعراض، لذا مهمتك أن تحلل تصرفات طفلك والمتابعة الدورية مع معلميه في المدرسة.
فيما يلي بعض العلامات الخفية التي قد يخفيها طفلك:
- اختلاق الأعذار الواهية لعدم الذهاب إلى المدرسة مثل التظاهر بالمرض. و الرغبة في الغياب المتكرر.
- عدم الذهاب إلى المدرسة أو الدروس دون علمك.
- فقدان الاهتمام بالمدرسة والأنشطة اللامنهجية.
- قلة الثقة بالنفس، ومقارنة الذات بالأطفال الآخرين.
- رفض أداء الواجب المنزلي و / أو تراجع مستوى طفلك الأكاديمي والحصول على درجات ضعيفة في المدرسة.
إذا لاحظت أي من تلك العلامات، لا تتجاهلها.(٤)
المجتمع:
عندما يتمتع أفراد المجتمع بالصحة النفسية يكون المجتمع متماسك و سلوكهم يتناسب مع قيمهم وعاداتهم و تقل الانحرافات السلوكية والخروج عن القانون.
أهمية الصحة النفسية للأفراد داخل المجتمع:
- التعاون ما بين أفراد المجتمع.
- تقل الانحرافات السلوكية والجرائم.
- تزداد الإنتاجية وزيادة الدخل القومي.
- الاهتمام بالصحة النفسية للأفراد يجنب الأفراد التعرض للاضطرابات النفسية.
- يساعد الأفراد على بناء شخصية متكاملة وإعداد إنسان سوي نفسيًا.
و نظرًا لأهمية الصحة النفسية في المجتمع، فمن الضروري العمل على تحقيق التناسق ما بين المؤسسات المختلفة وبين الأسرة والمجتمع و المدرسة.
المصادر:
(١)
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5559994/
(٢)
http://www.acmh-mi.org/get-help/navigating/problems-at-school/
(٣) من كتاب الصحة النفسية للطفل من الميلاد وحتى ١٢ سنة ل د. حاتم محمد آدم.
(٤)
