fbpx

التربية الإيمانية للطفل

التربية الإيمانية للطفل

التربية الإيمانية للطفل
التربية الإيمانية للطفل

قد يدور في رؤوسنا كمربين تساؤلات و خواطر كثيرة في علاقة أبنائنا بالدين و دور التربية الإيمانية للأطفال وأهميتها في حياتهم ، لا سيما و نحن في مطالع القرن الواحد و العشرين و نعي و ندرك جليا أن الفتن تحيطنا من كل حدب و صوب.

فنسأل الله سبحانه و تعالى الثبات و نحاول جاهدين بالتفكير هل لدي أبنائنا أساساً قوياً و فهماً عميقاً و واضحاً لأمور الدين يجعلهم لا يصدقون أكاذيب و لا ينجرفون نحو شكوك تأتيهم من أي إتجاه.

لقد أصبح الإنترنت في أغلب البيوت و أصبحت الثورة المعلوماتية و قوة تأثير و عرض الأفكار لها دوراً في حياة أطفالنا و مراهقينا.

فكيف نساعدهم و نربطهم بالدين الإسلامي و يكون أيضا على قمة أولويات حياتهم.

كيف نجيب على أسئلة الطفل الدينية و الغيبية و ما هي الأدوات التي نحتاجها في هذه الرحلة و في هذا الجانب المهم من جوانب التربية و هو جانب التربية الإيمانية.

فلنبدأ سوياً الرحلة بالأربع نقاط التالية :

النقطة الأولى: أسباب الحاجة إلى التربية الإيمانية و الهدف منها

  • تهدف التربية الإيمانية في المقام الأول إلى تأسيس الطفل وتنشئته على حب و طاعة الله والسعي لرضاه.
  • الاقتداء برسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم.
  • تحقق التربية الإيمانية نوعا من الإتزان في التفكير و المشاعر. كما ينتج عنها اليقين و الرضا.
  • الوصول إلى الطمأنينة و السكينة و ذلك عندما يمتلئ القلب إيمانا.
  • الفكر الصحيح لمعنى الإيمان يغير السلوك كنتيجة لتغيير الأفكار و المشاعر المتزنة . ينتج سلوك مبني على القيم و الأخلاق المستمدة من الدين . فيتحلي الطفل بالصدق و الأمانة و الإخلاص و الإيثار و الكثير من لأخلاقيات المرجوة.
  • القوة و الثقة في النفس أيضا تكون نتيجة من نتائج التربية الإيمانية وكذلك الصمود و الصبر في المواقف و الابتلاءات.
  • مواجهة الأفكار المختلفة و عدم الوصول للشك السلبي الذي من أحد أسبابه مثلا الإلحاد.
  • النجاح و التقدم المبني على العلم و البحث و التفكر و الإتقان التي هي من نتائج زرع التربية الإيمانية.

النقطة الثانية: عناصر و أساسيات التربية الإيمانية للطفل

  • بالتأكيد الأساس الأول و الأهم هو القرآن الكريم و دوره في حياة الطفل و فهم معانيه و تعلم تدبرها و يصاحب ذلك سيرة رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم.
  • أركان الإيمان الخمسة و فهمهم بشكل سليم.
  • العقيدة المبنية على التوحيد و جوانب التوحيد الثلاثة من توحيد ألوهية وتوحيد ربوبية وتوحيد أسماء الله وصفاته عندما تترسخ هذه المعاني بالتدريج بشكل واضح،تكون أساساً لبناء مسلم قوي يسعى في الطريق السليم و الصراط المستقيم.

النقطة الثالثة: دور المربي  في التربية الإيمانية 

النية :

إخلاص النية لله تعالى. نحن نربي أطفالنا إرضاء لله و سعيا في تحقيق ما أمرنا به فالله سبحانه و تعالى خلق الإنسان و جعله خليفة في الأرض ليعمرها.

الدعاء :

دعاء الله سبحانه بهداية الذرية و تثبيتهم و الدعاء أيضا بطلب العون على التربية و أداء دورنا بالشكل الذي يرضي الله عنا 

من الجميل أن لو دعوت لابنك أو ابنتك أن تدعو بصوت عالي يسمعوه يعتادوا الدعاء بشكل غير مباشر و من جهة أخرى تكون أحد طرق ربط الأطفال بحب الله و دعائه والاستعانة به.

التعلم:

إقرأ و إبحث عن جوانب الإيمان المختلفة، فلا يستطيع الإنسان السعي في خطوات إلا إذا كان الهدف واضح أمامه.

فمفهوم الإيمان واسع لا يقتصر فقط على العبادات الشعائرية من صلاة وصوم وزكاة. بل كل جوانب حياتنا ممكن أن تكون طاعة و طريق إلى الله.

التغيير:

المربي يحتاج دائما تطوير نفسه و الإجتهاد للوصول للأفضل و محاولة إرضاء الله سبحانه و تعالى.

فكلما إجتهد الأب أو اجتهدت الأم في الجانب الإيماني ، يُسرت الطرق و  كُللت المحاولات بالتوفيق من رب العالمين نعم أن الهداية من عند الله سبحانه و تعالى و لكن نحن نأخذ بالأسباب ونتوكل على الله.

المشورة:

خذ رأي و استشر المربين الذين لديهم أطفال في عمر أكبر من أطفالك، أو لديهم الخبرة أو العلم فربما تجد من الأفكار و المواقف المختلفة ما يساعدك في الطريق.

الإيجابية:

التربية عموما تحتاج إلى صبر، و كل ما نحتاجه هو الأخذ بالأسباب. إن كنت ترى نفسك غير مؤهلا إيمانيا لتربية أطفال إيمانيا. فدعني أقل لك لا تستسلم لهذه الفكرة و تصدق الأقوال المأثورة أن فاقد الشئ لا يعطيه. إبدأ واصدق النية و حاول من الآن مع نفسك و أولادك، اطوي صفحة الأمس فلن يرجع و عش اليوم وتوكل على الله.

التدرج:

الأطفال يحتاجون إلى التدرج في التعلم أو إتقان المهارات. كذلك العبادات و الجانب الروحاني يحتاج لنفس الطريقة. فلن يصوم الطفل فجأة كل رمضان و يصلي الخمس فرائض بين ليلة وضحاها. بل يحتاج إلى وقت و أساليب مختلفة لمساعدته لحب الشعائر و الإلتزام بها.

المشاركة:

بعض العبادات يساهم فيها مشاركة الكبار للصغار. فإذا قال الأب لطفل هل تصلي معي جماعة، أحيانا تكون الجملة مشجعة أكثر من جملة إذهب الآن فصلي لقد حان وقت الصلاة و قس على ذلك أشياء كثيرة.

النقطة الرابعة: وسائل و أدوات للتربية الإيمانية للطفل

الحوار:

الأطفال يحتاجون في كل المراحل العمرية للنقاش و الحوار لتوضيح الكثير من الأمور و الرد على الأسئلة. فالأسئلة الغيبية لا يجب أبدا أن تهمل، أو ننفر الأطفال من التساؤل و حب التعلم حتى لو الأسئلة صعبة أو لا نملك أدوات الرد عليها سريعا، يمكن أن نؤجل الإجابة مثلا حين نصل إليها.

القصص:

من الطرق المؤثرة و الشيقة إستخدام الأسلوب القصصي في توصيل معاني القيم والأخلاق كالاهتمام بقصص القرآن وكذلك السيرة النبوية وقصص الأنبياء أيضا مواقف و قصص الصحابة و من عاشوا وتعلموا من نبيا الكريم، لها أكبر الأثر على شخصية الأطفال إذا تعلموها و فهموها جيدا.

اللعب :

و المسابقات:يتصور بعض المربين أن كل الأطفال لهم نفس القدرات و الطباع و يتخيلون أن التعلم فقط عن طريق الكتاب أو التلقين أو بالأساليب التقليدية بيد أن التشويق و البحث و المسابقات، تحفز الكثير من الأطفال على التعلم.

الإستعانة بأحد الثقات:

ربما عم أو خال أو أحد أفراد العائلة من دارسين التفسير أو الحديث، أو جد عنده مقدرة و موهبة في الحكي عند التقابل نطلب من الشخص الجلوس مع الأطفال ليعلمهم لدقائق معدودة الأطفال يتأثرون كثيرا بالكلمات التى يسمعوها خارج نطاق المنزل.

الوسائط المتعددة:

الصور و الرسومات أو حتى البرامج في التلفاز أو الإنترنت ممكن أن تساعد المربي في توصيل أو تثبيت المعلومات فنحتاج إنتقاء ما هو مفيد يساعدنا في تحقيق هدفنا البعيد و لا نستخدم الأدوات الحديثة فقط للتسلية وتمضية الوقت.

الأصدقاء:

أصدقاء الأطفال تأثيرهم معروف و ملموس، فنحتاج إلى توجيههم ومعرفة أصدقائهم .

و لكن أيضا مهم أصدقاء المربين سواء كان الأب أو الأم. 

التأثير الخفي على الأطفال من الكبار يظهر بعد وقت طويل، فجلسات و إهتمامات الكبار تؤثر قطعا مع الوقت على الأطفال.

المسجد:

الصلاة في المسجد كلما استطاع الأهل، حتى يتعلق قلب الأطفال بالمساجد مع مرور السنين فبيوت الله و الجلوس فيها و قراءة القرآن أو سماع الخطب و القصص تؤثر على الإحساس بالطمأنينة و السكينة.

مكتبة:

إبدأ في تكوين مكتبة دينية في البيت. اسأل عن كتب مخصصة للأطفال في السيرة النبوية والتفسير والتوحيد و إلى ما ذلك من علوم مختلفة.

  و إن لم يكن في الاستطاعة فسأل عن مكان أقرب مكتبة عامة  للإستعارة، أيضا ممكن شراء الكتب المستعملة أو الإستعارة من الأصدقاء أو الناس المحيطين.

الدروس و الدورات:

إبحث عن معلمين و معلمات متخصصين في مجالات دينية مختلفة ليساعدوك في هذه الرحلة و حاول أن تتأكد أن أطفالك يحبونهم و يحبون الوقت الذي يمضونه معهم فكم من المعلمين من يحبب أطفال في العلم و المعرفة، و كم منهم من ينفر دون قصد.

كذلك لو استطاع المربي أن يحضر دورات أو دروس ليتعلم علوم دينية أو يتعلم طرق وأساليب للتعامل  مع الأطفال وتربيتهم من متخصصين سيكون لها أثرا جيدا.

إصدارات مجلة إشراقة للأطفال:

يمكنك أيضاً الإستعانة بإصدارات مجلة إشراقة للأطفال التى تتناول القيم والمعلومات الدينية للأطفال بشكل مبسط ومحبب من خلال القصص والألعاب والأنشطة وغيرها ويمكنك تحميلها من خلال الموقع من خلال الضغط على الصورة للإطلاع عليها .

الخلاصة

النقاط السابقة هي نقاط مساعدة و مرشدة للمربين في رحلة التربية الإيمانية للأطفال ، لعل الأفكار و الأدوات المطروحة تكون لنا عون في أداء دورنا في هذا الجانب المهم من جوانب التربية نسأل الله العون و التوفيق و السداد. 

وكما عودناكم دائما بإنهاء مقالاتنا بنصيحة تربوية تفيدكم .

من دورات أكاديمية إشراقة

هاجر محمد عبد العظيم
على حسب الباقة المختارة
دورة شاملة لتعلم صناعة محتوى الأطفال من ملفات ومناهج ودورات وقصص ومجلات للأطفال

أحدث المقالات

مقالات أخرى ذات صلة

ما هي مستويات التعليم في مصر؟ وأهم التحديات التي تواجه نظام التعليم المصري

التعليم في مصر يمتد إلى جذور التاريخ حيث بدأ مع من كتابة الفراعنة على المعابد بالهيروغليفية، وحتى حرص أولياء الأمور على تعليم أطفالهم في الكتاتيب، والمساجد، وفي ظل أصعب الظروف كانت المطالبة بتوفير التعليم لكل فرد حتى في فترات الاستعمار، كما أن التعليم هو من أهم الركائز التي ساعدت على بناء المجتمع المصري، وساهمت في

ما هي ايجابيات التعليم المنزلي؟ والتحديات التي يواجهها وكيفية التعامل معها

التعليم المنزلي بشكل عام ليس بجديد علينا؛ لأنه كان التعليم التقليدي وقت عدم وجود المدارس، حيث كان الأطفال يتعلمون على يد الوالدين في المنزل، وكذلك كان تعليم الملوك والأمراء الذين كانوا يتلقون تعليمهم على يد معلم خاص، ومع ظهور المدارس أصبح التعليم حقًا لكل الأطفال وعلى الرغم من سلبيات التعليم التقليدي، وعدم قدرته على تلبية

ما هي سلبيات التعليم المنزلي؟

يزداد لدى الآباء الرغبة في أن يتلقى أبنائهم تعليم مناسب بشكل مختلف بطرق منظمة يتمكنوا من خلاله الحصول المناهج التعليمية بشكل أكثر تطورًا، حيث أصبح الآن الوضع يختلف كثيرا عن الماضي من وسائل تلقي التعليم ومنها التعليم المنزلي فهناك من يتعارض مع هذه الطريقة والبعض الآخر يؤيد استخدامها ولكن ذلك يخضع للكثير من العوامل التي

التعليقات

Scroll to Top
Picture of زائر
زائر