fbpx

أنماط شخصية الطفل


هناك بعض العوامل الجينية التي يمكن للطفل أن يرثها من والديه وهذه العوامل تُولد معه وأيضًا تتحكم في طباعه، كما أنها لا تمثل أكثر من 40% من سلوكياته، وبالرغم من ذلك يمكن تعديلها وتذهيبها.

أما باقي الـ60% فهي سلوكيات يمكن للطفل أن يكتسبها من البيئة المحيطة به وخاصة من الأبوين، وبشكل أساسي تعتمد جميع سلوكيات الإنسان على طريقة نشئته وتربيته، ولكن يجب تقبل شخصية الطفل كما هي ويجب التعامل السليم معها.

العوامل التي تؤثر على أنماط الشخصية:


هناك ثلاث عوامل تُعتبر من أكثر العوامل تأثيرًا على شخصية الطفل، بل شخصية أي إنسان، وهي:

1. العوامل البيولوجية:


وهي تشمل المظهر الجسدي واللياقة البدنية والعوامل الوراثية ومعدل النضج، حيث أن التركيب الوراثي يؤثر بشكل غير مباشر في نضج وتكوين شخصية الطفل، وأما أي نقص في اللياقة البدنية أو المظهر الجسدي فهي أيضًاً تؤثر على شخصيته.

حيث أنها تؤثر في حركة الطفل وثقته بالنفس ونشاطه، وتؤثر أيضًا في حساسيته، وأما معدل النضج فإنه يتسبب في اختلافات كثيرة مع اختلاف الأعمار، حيث أن هناك اختلافات خاصة في سلوك المراهقين، لتجد تصرفات الناضجين والغير ناضجين في نفس العمر.

2. العوامل الاجتماعية (الثقافة):

تنظم الثقافة حياتنا وتؤثر على تطور شخصياتنا في كل منعطف، حيث أنه بشكل عام فإن الآباء من الطبقة الوسطى قادرون على التحمل بقوة.

ولكن الآباء من الطبقة الدنيا فإنهم لا يفعلون ذلك، بالإضافة إلى أن الأطفال من الطبقة الدنيا يولدون ولديهم قدرة ضئيلة على تأخير الإشباع، لأن المستقبل بالنسبة لهم غير مؤكد.

ولذلك يؤدي التباين في الطبقات الاجتماعية إلى تحديد مجموعة متنوعة من الوسائل والطرق والأهداف، وبالتالي تغيير الشخصية والسلوك.

3. تأثير الأسرة:

تؤثر الأسرة بشكل كبير في شخصية الطفل، حيث أنها تُعتبر أول مجتمع بيئي للطفل والذي يتعامل معه ويتأثر به، وتُعتبر تجاربه الأولى مع أسرته وخاصة الأم حاسمةً في تحديد موقفه تجاه الأفراد الاخرين.

ولذلك تظل الأم هي الأكثر أهمية بالنسبة للطفل، لأنها تعمل على إرضاء احتياجاته الأساسية، ويتعلم الرضيع سريعًا البحث عن والدته عندما يشعر بالجوع أو يشعر بأي شعورٍ سيئ.

وبذلك فإن الأم تصبح هي الأساس في تنمية ثقة طفلها أو انعدامها في البيئة المحيطة به، فتفاعلها مع شعوره واستجابتها له يؤثر على توقعاته تجاه الأشخاص الآخرين.

ولذلك يجب معرفة نمط شخصية الطفل ومعرفة كيفية التعامل معه لكي يصبح إنسانًا متميز في أفعاله وسلوكياته وعدم إجباره على التغيير، لأن ذلك الإجبار يحدث صدامًا بينك وبين الطفل، كما يجعله سيئ السلوك أكثر ولا يجعله ذلك يتقدم أبدًا.

أنماط شخصية الطفل:

1. الطفل الحساس:

صفاته: خجول، ودود، مرهف الحس، يُقدر مشاعر الاخرين، يجد صعوبة في معرفة أصدقاء جدد، يحتاج إلى وقت طويل لإنجاز المهام.
طريقة التعامل معه:
1- كن صديقًا للطفل قبل أن تصبح مربيًا له وساعده في اختيار الأصدقاء.
2- لا تحاول إسعاده في وقت الشكوى لأن ذلك سيجعله يرفض وأيضًا يتمسك بمشاعره السلبية.
3- لا تجعله يشعر بأن الأمر لا يستحق، فهذا يجعل المشكلة تتضخم وتكبر حتى يكسب منك التعاطف.
4- حاول أن تستخدم معه تعريف المشاعر مثل: “أنا أشعر بك”، أو قل له “إن كنت مكانك لكنت سأشعر بما تشعر به الان”، فقط استمع له وادعمه.
5- لا تعامله بعنف مهما فعل من أخطاء أو كان خطأه كبير، ولا ترغمه فجأة على التجمعات الكبيرة، بل مهد له ذلك وابدأ معه بتجمعات صغيرة محببة له.
6- احرص على تشجيعه وزيادة ثقته بنفسه خاصة أمام الأشخاص الغرباء.

2. الطفل النشيط:

صفاته: مُتحفز، يهتم بالعمل، ذكي، قيادي، كثير التعاون، يحترم النظام، يمكن الاعتماد عليه، اجتماعي، ويمكنه تكوين صداقات كثيرة.
طريقة التعامل معه:
1- يحتاج إلى التركيز على الإنجازات التي يقوم بها والتشجيع الدائم له حتى لا يُصاب بالإحباط.
2- يحتاج إلى تكليفه ببعض الأمور والمهام الحركية حتى تستطيع توظيف هذه الحركة بطرق أكثر إيجابية.
3- الاعتماد عليه في بعض الأعمال المنزلية على حسب مرحلته العمرية.
4- الصفح عنه عندما يقوم بأي خطأ وعدم ترهيبه فهو طفل ويمكنه التعلم من أخطائه.
5- ضع له خطة وروتين منسق حتى لا يسبب لك في إحداث الفوضى.

3. الطفل السلبي:

صفاته: يجعل الاخرين يشعرون بأن لديه لا مبالاة، لا يحركه الحافز، يصعب عليه التحدث بالذي يشعر به، لا يقول رأيه بما يحدث حوله، ينعزل عن المحيطين به.
طريقة التعامل معه:
1- اطلب منه أن يشارك برأيه في كل أمر يخصه أو يخص المنزل.
2- لا تجبره على التحدث بما يدور داخله، بل طوِر علاقتك معه وصاحبه حتى يستطيع التحدث معك بعفوية.
3- احذر من معاقبته بعنف أو مقارنته بأحد أو حرمانه مما يحب، بل قم بالبحث عن السبب الرئيسي وراء سلبيته.
4- قم بتوفير وسائل جديدة له لم يكن يعرفها من قبل، واعرض عليه المزيد من الأفكار، واسمع منه بعض الأفكار أيضًا.
5- وفر له قصصًا شيقة واشترك له في رحلات ممتعة واستكشافية، وشجعه على ممارسة الرياضة.

4. الطفل الأناني:

صفاته: يصعب عليه التواصل مع من حوله، ويصعب عليه تكوين صداقات، ويحب الاستحواذ على كل شيئ، ويحب ذاته بشكل مبالغ فيه وملحوظ.
طريقة التعامل معه:
1- احذر من تدليله، لأن الدلال الزائد عن الحد يجعله طفلًا يحب نفسه فقط، ويرى الضوء عليه هو فقط.
2- احذر من القسوة والشدة الزائدة، حيث أن هذا يزيد من أنانيته حتى يقوم بتعويض الشيئ الذي لم يجده ممن حوله من اهتمام.
3- علمه كيفية حب الناس، وعزز ثقته بنفسه، وقم بإحضار حيوان أليف له في المنزل حتى يشعر بالغيرة ويعرف كيف يؤثر الحب على من حوله.
4- قم بتعليم طفبك معنى العطاء.
5- قم بالاشتراك له في لعبة رياضة جماعية مثل كرة القدم، حتى يستطيع تعلم معنى روح الفريق ولكي يتحد مع أصدقائه.

5. الطفل العنيد:

صفاته: عصبي، صوته مرتفع، يكرر كلمة لا كثيرًا، سهل التعرف عليه، يرفض تنفيذ الأوامر.
طريقة التعامل معه:

  1. لا تقابل عناده بالصوت العالي ولا بالعناد، بل قابله بالهدوء حتى يمكنه التعلم منك.
  2. لا تكثر من كلمة لا حتى لا تصبح تلك الكلمة رده التلقائي لأي طلب تطلبه منه.
  3. انظر لعينيه وأنت تتحدث معه، وقم بتخصيص وقتًا خاصًا تقضيه معه.
  4. بعدما يمر موقف العناد ويهدأ، تناقش معه بكل هدوء، وتحدث معه عن ضبط النفس وكيف يدير غضبه، وكيف وصانا الرسول بهذا السلوك وفوائد كظم الغيظ.
  5. استبدل بالأوامر بالأسئلة، فمثلًا بدل من أن تقول له (هيا لتنام الان) يمكن أن تقول له ( متى ستنام ؟).
  6. على الوالدين الحذر من فتح أي نقاش أمام الطفل العنيد، حتى لا يتأثر أو يعتقد بأن هناك خلافًا يحدث بينهما.
  7. قم بإعطائه ثقة في نفسه، واطلب منه مهام على قدر عمره، وقم بمدح التصرف الجيد الذي يفعله وشجعه على ذلك حتى يشعر بأنه طفل محبوب من الجميع.

أنصحك بالأطلاع علي: كيفية التعامل مع الطفل العنيد

وأخيرًا فإنه لا يمكن القول بأن هناك نمط شخصية أفضل من الاخر، بل إن كل طفل هو إنسان متميز وفريد من نوعه، فريد في كيفية التعامل معه وفريد في تصرفاته، فاحرص على التعامل مع طفلك لكي يستطيع التطوير من نفسه، وامتلك مفتاح التعامل مع شخصيته.

من دورات أكاديمية إشراقة

هاجر محمد عبد العظيم
على حسب الباقة المختارة
دورة شاملة لتعلم صناعة محتوى الأطفال من ملفات ومناهج ودورات وقصص ومجلات للأطفال

أحدث المقالات

مقالات أخرى ذات صلة

ما هي مستويات التعليم في مصر؟ وأهم التحديات التي تواجه نظام التعليم المصري

التعليم في مصر يمتد إلى جذور التاريخ حيث بدأ مع من كتابة الفراعنة على المعابد بالهيروغليفية، وحتى حرص أولياء الأمور على تعليم أطفالهم في الكتاتيب، والمساجد، وفي ظل أصعب الظروف كانت المطالبة بتوفير التعليم لكل فرد حتى في فترات الاستعمار، كما أن التعليم هو من أهم الركائز التي ساعدت على بناء المجتمع المصري، وساهمت في

ما هي ايجابيات التعليم المنزلي؟ والتحديات التي يواجهها وكيفية التعامل معها

التعليم المنزلي بشكل عام ليس بجديد علينا؛ لأنه كان التعليم التقليدي وقت عدم وجود المدارس، حيث كان الأطفال يتعلمون على يد الوالدين في المنزل، وكذلك كان تعليم الملوك والأمراء الذين كانوا يتلقون تعليمهم على يد معلم خاص، ومع ظهور المدارس أصبح التعليم حقًا لكل الأطفال وعلى الرغم من سلبيات التعليم التقليدي، وعدم قدرته على تلبية

ما هي سلبيات التعليم المنزلي؟

يزداد لدى الآباء الرغبة في أن يتلقى أبنائهم تعليم مناسب بشكل مختلف بطرق منظمة يتمكنوا من خلاله الحصول المناهج التعليمية بشكل أكثر تطورًا، حيث أصبح الآن الوضع يختلف كثيرا عن الماضي من وسائل تلقي التعليم ومنها التعليم المنزلي فهناك من يتعارض مع هذه الطريقة والبعض الآخر يؤيد استخدامها ولكن ذلك يخضع للكثير من العوامل التي

التعليقات

Scroll to Top
Picture of زائر
زائر